منهجيات تطوير الأداء في الإدارة الصحية وإدارة المشافي

 قدم الدكتور مصعب قاسم عزاوي من جامعة لندن محاضرة مهمة باللغة الإنجليزية في مركز التعليم الطبي المستمر في مركز مستشفى الملك فيصل التخصصي حول مبادئ منهجيات تطوير الأداء في الإدارة الصحية وإدارة المستشفيات في بريطانيا ضمن سلسلة المحاضرات التي قدمها في المركز حول تقييم الأداء الطبي Clinical Audit.  وافتتح الدكتور العزاوي محاضرته بالقول بأنه إذا وجدت أن بعضاً من الأنشطة على طول طريق الرعاية لا تقدم قيمة مضافة لمستخدم الخدمة أو يتضاءل ما تقدمه عليك التفكير في الأسباب التي استلزمت القيام بها من البداية ففي بعض الأحيان يتم الإبقاء على بعض الأنشطة لمجرد أن أحداً لم يتساءل حول جدوى استمرارها. وتساعد الأساليب التكنولوجية والمواد الجديدة على تقليص الحاجة للأنشطة التحضيرية أو القيام بالأنشطة في منشآت مجهزة خصيصا لذلك.

وأضاف الدكتور مصعب عزاوي بأنه إذا دُرب العاملون على تنمية مجموعة أشمل من المهارات فباستطاعة فرد واحد فقط من أفراد فريق العمل أداء عدة أنشطة لتجنب تسليم مستخدم الخدمة من شخص لآخر. لا مراء في أن مكان الخدمة له أهميته أيضا: ما مدى سهولة انتقال مستخدم الخدمة من مكان لآخر؟ إذا كانت هناك مسافة طويلة تفصل بين الأنشطة المعتادة والمتعاقبة على طول طريق الرعاية عندئذ يمكن تقصير تلك المسافات. قد يكون هناك أساب تاريخية أدت إلى اختيار أماكن خدمات وعاملين بعينهم وربما لا يفكر المديرون في تحدي ذلك ما لم يؤخذ في الحسبان تداعيات ذلك على مستخدم الخدمة.

وأردف الدكتور عزاوي بأن الوقت الذي تستغرقه تلك الأنشطة يلعب دوراً هاماً في إطالة مدة العملية وغالبا ما تكون هناك فرص لتقصير ذلك الوقت بالانتقال من نشاط إلى أخر بأسلوب مختلف.

ويتضمن الجزء الخاص بالتسليم في أي عملية عادة تسليم المعلومات والسجلات والملاحظات إلى جانب تسليم الأفراد. ولتوفير الوقت وتجنب الإحباط لابد من تسليم المعلومات الضرورية على الفور حتى يبدأ النشاط التالي في موعده وبصورة فعالة.

وأشار المحاضر د. مصعب بأن توفير الوقت عادة ما يتمخض عنه توفير في النفقات وربما يبدو انه من الأجدى من ناحية التكلفة جعل مستخدمي الخدمة ينتظرون الأخصائيين الذين لوقتهم قيمة ولكن الأفراد المنتظرين يكلفون موارد في المساحة والأثاث وطاقم عاملين مساعد وحرارة و كهرباء ومشروبات وحمامات. ويمكن خفض العديد من تلك التكاليف إذا أصبحت مساحات الانتظار المطلوبة مخصصة لفرد أو اثنين في كل مرة والأهم من ذلك انه إذا تركت الأفراد ينتظرون قد تتدهور حالتهم. ولكن إذا تم تشخيص حالة مستخدم الخدمة على أنها تستحق الرعاية تصبح الخدمة أكثر جدوى من ناحية التكلفة إذا تمت تأديتها على الفور.

ثم وضح المحاضر الدكتور العزاوي بأنه إذا احتاج مستخدمو الخدمة مستويات مختلفة من العلاج أثناء مضيهم في طريق الرعاية يكون من الأجدى تحديد ذلك في تخطيط الطريق "كنموذج رعاية مرحلي" فعلى سبيل المثال يوصف نموذج الرعاية المرحلي لطريق خدمات معالجة الاكتئاب كالآتي:   

بأنه إطار رعاية مرحلية يهدف إلى مواءمة احتياجات الأفراد المصابين بالاكتئاب بما يناسبها من خدمات على ضوء أعراض المرض وظروفهم الشخصية والاجتماعية.

وأردف الدكتور مصعب عزاوي أن كل خطوة تعد بمثابة انعكاس لتزايد تعقيد التدخل بينما يظل تدخل الخطوات الأعلى في الخطوات التي تسبقها مسألة نسبية. يدخل الأفراد طريق العيادة الطبية في مراحل مختلفة بناءً على مدى عنف الحالة وتاريخها السابق وتتاح داخل المراحل الخيارات أمام المرضى لتحديد نوع العلاج الذي يناسبهم مما يجعل نموذج الرعاية عملية توجهها الاحتياجات، وقد يتوجه الأفراد مباشرة إلى المستوى المناسب ويتحركون بين المستويات المختلفة بما يتناسب مع احتياجاتهم.

واختتم المحاضر د. مصعب عزاوي محاضرته بالقول بأنه إذا تخطت العمليات على طول طريق الرعاية الحدود الفاصلة بين نطاق مسئولياتك ونطاق مسئوليات الآخرين فمن المحتمل أن تضطر إلى التفاوض بشأن أفكارك الخاصة بتحسين العملية مع الذين يديرون تلك الأنشطة وقد يشمل ذلك مديرين من الإدارة الأعلى منك أو من مديري الفروع أو المنظمات الأخرى. وقد تحتاج إلى توضيح من المسئول عن الإطار الشامل لرعاية مستخدمي الخدمة خلال رحلتهم عبر الطريق.  وستحتاج كذلك لمعرفة ما إذا كانت التغييرات التي ستطرأ على عمليتك ستؤدى إلى إعاقة الأنشطة أو العمليات الأخرى وإذا كان ذلك صحيحاً ما الذي يمكنك فعله للحد من ذلك وتحقيق التعاون في إجراء تلك التغييرات.