هل فيتامين (د) هو الترياق السحري للوقاية من فيروس كورونا؟


تفيض وسائل التواصل الاجتماعي وحتى وسائل الإعلام بتقارير ونصائح بضرورة الاتكاء على فيتامين D لأجل الوقاية من فيروس كورونا نظراً لقدرته الفائقة على تعزيز قدرات الجهاز المناعي للإنسان في وجه ذلك الفيروس المقيت ومفاعيله المهولة على حيوات البشر ومجتمعاتهم.

والحقيقة أنه لا يوجد أي بحث علمي منشور في مجلة علمية محكمة أو في مرجع علمي موثوق تشير إلى ارتباط سببي بين عوز فيتامين D وزيادة معدلات الإصابة بفيروس كورونا، على الرغم من وجود أبحاث علمية جارية بذلك الصدد لم يتم إتمام الحصول على نتائجها وتدقيقها علمياً وإحصائياً نظراً لحداثة عمر الفيروس بين بني البشر التي لا تتجاوز بضعة أشهر، وقد تثبت تلك الدراسات بعد فترة صحة تلك التكهنات أو خطأها بعد إتمامها ونشرها في مجلات علمية محكمة ومراجع طبية معتد بها.

وعلى الرغم من ذلك فلا بد من الإشارة إلى ما يعرفه الأطباء راهناً بشكل مثبت عن علاقة فيتامين D الوثيقة بسلامة عمل الجهاز المناعي للإنسان، وخاصة فيما يتعلق بقدرات الخلايا المناعية القاتلة من فئة T على الإمساك بالخلايا الشاذة التي تتشكل يومياً بمعدل قد يصل إلى 200 خلية سرطانية يومياً، والقيام بابتلاعها وهضمها ومنع أي منها للتحول سرطاناً مفتوحاً. وتلك الحقيقة تجد تمظهرها في زيادة معدلات الإصابة بمختلف أنواع السرطانات وخاصة الدموية والليمفاوية لدى من يعانون من نقص فيتامين D بشكل مزمن.
ومن ناحية أخرى فإن عوز فيتامين D المزمن هو المسؤول الأكبر عن شكايات التعب المزمن والإنهاك وقلة الهمة على العمل، والصعوبات الإنجابية والتناسلية عند الذكور والإناث، وحتى الشكايات النفسية من قبيل صعوبات النوم والأرق المزمن والاكتئاب، والتي يصنفها الأطباء عموماً بمتلازمة الإنهاك المزمن Chronic Fatigue Syndrome.

وبشكل محزن لا بد من التطرق إلى أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن أكثر المجتمعات إصابة بعوز فيتامين D هي في أحد الدول العربية التي حباها المولى شمساً ساطعة صيفاً وشتاءً، ويذهب السياح من كل حدب وصوب لأجل التمتع بدفئها، بينما يتوارى أهلها عن الشمس بطريقة مؤلمة، وهي المصدر الأكبر الذي يُمَكِّنُ الجسد بعيد تعرضه لأشعة الشمس من تصنيع فيتامين D بشكل ذاتي يؤمن حاجة الإنسان منه ويقيه شرور عوزه.

ولقطع دابر الشر باليقين، والعمل بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، ونظراً لحاجة البدن الملحة لفيتامين D للقيام بوظائف عديدة بشكل سليم، فإن النصيحة المثلى هي بالسعي لتعريض أجزاء واسعة من الجسد للشمس لما لا يقل عن 20 دقيقة يومياً في وقت غروب الشمس أو شروقها بحيث تكون حدتها أقل، واحتمالات تسبيبها لأي حروق جلدية جراء التعرض لأشعة الشمس شبه معدومة، وهو الواقع المتاح لكل الناطقين بلسان الضاد بشكل موفور ميسر لا يحلم به الكثير من القابعين في جغرافيا شمال الكرة الأرضية وغربها.

*عذراً لا تسمح هذه المنصة بنشر عدد حروف أكثر مما تم نشره أعلاه بشكل ميسر للمطالعة. في حال رغبتكم بقراءة الجزء المتبقي من نص محاضرة الدكتور مصعب قاسم عزاوي، أو مراجعة نصها الكامل بشكل كتاب الكتروني مجاني، أو الاستماع للتسجيل الصوتي الكامل للمحاضرة، يمكنكم النقر على أي من الروابط التالية:

دار الأكاديمية: https://academy.house/books/ztng/

Popular posts from this blog

أسباب وأعراض سرطان المرارة

أسباب وأعراض سرطان المثانة

أسباب وأعراض سرطان المريء

كتب – دار الأكاديمية

دراسات – دار الأكاديمية

حوارات – دار الأكاديمية

ترجمات – دار الأكاديمية

تدوينات – دار الأكاديمية

مرئيات – دار الأكاديمية